اعتدنا واعتاد الباحثون الکتابة عن العولمة وکأنها فاعل أو فعل تم دون فاعل، وهذا غير حقيقي، فهناک دائما فاعل؛ منا من لا يعرفه، ومنا من يخفيه وراء کلمة العولمة فيُجَهّل الفعل ويُخفى الفاعل. هذه مقولة افتتاحية أوضح بها ما سيأتي بعدها. ولکن لا بد ابتداءً من التدليل على الأقل على الاستخدام المُجَهّل للکلمة لإخفاء فاعلها وکأنها هي ذاتها فاعل أصيل. ومثالي من تقرير حکومي يقول (1): يواجه التعليم العالي في مصر تحديات غير مسبوقة في بداية القرن الحادي والعشرين ؛ نتيجة للتأثيرات المتجمعة الناشئة من العولمة arising from convergent impacts of globalisation.
وإذا حاولنا أن نفحص هذا القول ونفهمه من الناحية النظرية، من ناحية المنهج والطرق النظريةtheoretical approaches في فهم العولمة؛ نجد أن لدينا في التربية المقارنة نظريتين شائعتين. النظرية الأولى هي نظرية المجتمع العالمي world society theory ، والثانية نظرية جدول الأعمال التعليمي المنظم عالميًا Globally Structured educational Agenda (GSEA) (2).