دعوة للتآلف مع النقد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية - جامعة بنها

10.12816/0036444

المستخلص

النقد واحد من أهم محددات ملامح التعايش محليا وعالميا، فتوجيه النقد وتقبل النقد وما بينهما مظهر من مظاهر السوية واکتمال تشکيل هوية الذات والمجتمعات، يحرک الجهود نحو البناء والارتقاء ويؤسس لإبداع حقيقي، وبقدر ما يکون هناک حوار وتقبل للنقد بقدر ما يکون هناک إصلاح وتطوير، فمن خلال النقد : توجيهه وتقبله ننتصر على نرجسيتنا وننفذ من الدائرة المغلقة التي قد ندور فيها، ونمارس التغيير بحق ونتشارک في المسئوليات ونقوم بواجباتنا نحو أوطاننا.
وفى استعراض النقد بمعناه وأشکاله، والتمييز بين النقد البناء حتى وإن کان ساخرا وبين الانتقاد والتجريح، يتضح واقع حال الهوية العربية عندما تغيب ثقافة النقد کناتج إرث ثقيل متراکم توارت عنه التربية التي تدافع عن حق الآخر في إبداء رأيه وتوجيه النقد بسلمية وحضارة ، ومآل الهوية الإنسانية عند التعصب وادعاء امتلاک الحقيقة المطلقة واستعراض القوة والتعبير عنها علوا على الآخر.
وفى تطلع إلى هوية متمايزة مستقرة دون وصايات فکرية أو استعراضية أو مديح أجوف، وإلى أصالة ومنهجية وقصد يبتغى صالح العلم وطلابه وصالح الدين والدنيا ، أشير إلى أن أبرز قدرات المرء هي قدرته على معرفة ذاته والتواصل معها لسبر أغوارها وتقييمها ومساءلتها ونقدها...، غير أن في ذلک مهمة خطيرة تعرض المرء للشقاء في مواجهة الحقيقة، وقد يختار البعض أن يمضى في حياة زائفة، وأن يختار نزرا يسيرا من المعرفة بالذات فيواصل حياته متجنبا کل ما قد يحرمه مشاعر الرضا والزهو والفخر. نعم، يمکنه ذلک، ولکن أنى له عندئذ أن يتقبل الآخر ويتعامل معه؟

الكلمات الرئيسية